أنشطة المنتدى

كتاب الفاقد المهاري: هجرة الكفاءات…

صدر عن دار سوتيميديا للنشر، كتاب جديد يحمل عنوان “الفاقد المهاري هجرة الكفاءات المخاطر والفرص والاحتمالات” لأستاذ علم الاجتماع / أ.د. عبد الوهاب بن حفيظ. وقد أنجز هذا الكتاب بالتعاون مع منتدى العلوم الاجتماعية والمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.

هجرة أدمغة، هجرة مهارات، أم هجرة مواهب؟ أيا كانت التسميات اليوم، فإن  طرح  هذا الكتاب للموضوع يؤكد بأنه ثمة ما يستوجب التفكير، إن لم يكن الانشغال. خصوصا في سياق الأزمة الصحية وتزايد الهجرة الدولية للأطباء. تلك هي الأسئلة  المدخلية للكتاب. الذي جاء في حوالي 160 صفحة ويحتوي على ستة فصول ومجموعة من الاحصائيات والأرقام المهمة في شكل جداول ورسومات بالألوان قصد التحليل والاجابة على مختلف الأسئلة.

ويعتبر هذا الكتاب، تكملة لكتاب سابق لأستاذ علم الاجتماع عبد الوهاب بن حفيظ، والذي نشر عشية أحداث سبتمبر 2001 تحت عنوان ” le visa étudiant : objet de désir, miroir des indisérables ” وذلك للفت نظر الرأي العام الدولي إلى الصعوبات التى يتعرض لها الطلاب التونسيون، والعرب عامة، خلال مساعيهم للدراسة في أوروبا أو في دول أمريكا الشمالية.

يركز هذا الكتاب على ما يسمى بهجرة الأدمغة ، ويعتبر بمثابة الدعوة إلى اعادة التفكير في مستقبل حراك المهارات، حتى وإن لم يكن هناك “حالة طارئة أو كارثية”. على أن ما حصل خلال الأزمة الصحية، لم يعد يدفع إلى التفكير فحسب وإنما إلى التحرك، لأن حجم هجرة المهارات، وخصوصا الصحية والطبية…  يقول الكاتب: “سيشهد ارتفاعا غير مسبوق، بعد أن دخلت العديد من الدول ذات الامكانيات والجاهزية والموارد الواسعة في معركة استقطاب مهاري للرد على الثغرات التي تأكدت خلال التعاطي مع جائحة الكوفيد 19.”

فخلال الأيام الأولى للجائحة  كانت الأنباء تتوالى بشأن النقص الحاصل في عدد أطباء الإنعاش، فضلا عن المعدات، كما تأكد وجود هذا النقص وبدرجة تبعث على القلق، في المناطق الداخلية للبلاد. في نفس الوقت، كان لدور الأطباء التونسيين المهاجرين في دول الاتحاد الأوروبي والخليج العربي، دور، بارز ضمن  فرق العناية العاملة. ولاشك بأن بعض الشهادات التي وردت من مستشفيات روما وباليرمو ومرسيليا وباريس، والتي تم تداولها على الشبكات الاجتماعية قد جعلت جانبا من الرأي العام يسأل دون ملل: ما الذي يفسر وفرة الخدمة هناك وندرتها في البلد الأم، تونس، هذا البلد والذي استثمر في تعليم المهارات الراحلة من التعليم المدرسي وربما ما قبل المدرسي، إلى الجامعة والتربص والابتعاث الدولي في عدد من الحالات؟

لقد كان لانتشار جائحة “كوفيد 19” والتأثيرات التي ترتبت عليها أكثر من دلالة ومن معنى. ذلك أن ردّ فعل المجتمعات وجاهزيتها وإن اختلف من سياق إلى آخر، إلا أنه قد كشف إلى أي حد ارتبطت فاعلية الأداء والتدخل بمستوى جاهزية المهارات التي لديها، وهو الأمر الذي يتصل  تحديدا بالمهارات الطبية.

يتعرض الكتاب أيضا إلى هجرة أساتذة التعليم العالي وهجرة المهندسين. وبعد عرض مفصل لأهم اتجاهات الهجرة، وأرقام تتصل بما يسميه فجوة الراتب، يحلل الكاتب مفهوم الفاقد المهاري مقدما تفسيرات تتصل بعوامل الجذب وعوامل الطرد.

في الختام يركز الكتاب على مفهوم “تدوير المهارات” بصفته الخيار الأنسب، أمام ضعف خيارات العودة، من حيث أنه يسمح بامكانية الاستفادة من المهارات المهاجرة بصيغة الاستقدام وفق عقود ومهام محددة.

كما أنه يضع الحل في مستوى تحسين ظروف المنافسة الدولية لاستقبال المهارات، وهو ما يتطلب ليس فقط تشريعات جديدة وإنما أيضا وبالخصوص، التصدي لعقلية تشويه دور المهارات العائدة ، كما حدث عشية انتخابات سنة 2019.

2021-03-04T21:31:13+03:00