نظم منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية بمعية منتدى بن رشد ندوة دولية حول المخاطر الاقتصادية وانعكاساتها على مستوى نجاح واستمرارية الانتقال الديمقراطي في دول الربيع العربي. تحدث د. عبد الوهاب بن حفيظ،رئيس منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية خلال افتتاحه للجلسة الثانية المخصصة لعلاقة الأزمة الاقتصادية بالانتقال الديمقراطي، عن جدية المخاطر التي تهدد المسار الانتقالي خصوصا أمام الضبابية الحاصلة في مستوى السوق المالية العالمية وأزمة المديونية الأوروبية التي تلقي بظلالها على مستقبل المساعدات المقرر منحها لتونس ولعدد من دول الربيع العربي. كما أضاف انه وأمام توتر الأوضاع على الحدود مع ليبيا والتي من كان من المأمول أن تكون بوابة أمل لتشغيل ألاف العاطلين التونسيين، فإننا نصبح أمام حتمية ان على الأحزاب السياسية للأغلبية الجديدة أن تأخذ الأمور بأكثر جدية وأن تتفهم المعارضة أيضا دقة المرحلة حتى لا يسقط الحوار العام في المزايدات الجانبية.
كما ذكّر أيضا ببعض المعطيات المتعلقة بتكلفة الثورات العربية والتي حددها صندوق النقد الدولي في 87 مليار دولار إضافة إلى العجز في المصاريف العمومية وفق تقدير مؤسسة Geo-Policy والذي يصل إلى نسبة 75 بالمائة في بلدان مثل اليمن وليبيا (قبل العودة إلى الضخ الطبيعي للنفط المصدّر).
أما العميد الصادق بلعيد ، فقد توقف عند التساؤلات حول إمكانية مرور حركة النهضة وبقية الائتلاف الحاكم في تونس لترجمة القول والبرانامج إلى واقع حقيقي، كما تساءل عن إمكانية وحقيقة ترجمة مطالب الثورة في القضاء على الاستفراد من الخطاب إلى الفعل نتيجة التوازنات الاقتصادية والأزمات ومستوى مصداقية الفاعلين السياسيين. ومن ناحيته اعتبر الدكتور حمودة بن سلامة المناضل الحقوقي والوزير السابق ان المؤشرات اليوم تطرح التساؤل حول إن كان الفائزون في التأسيسي، يحضرون لسلطة دائمة أو لسلطة مؤقتة شرعية تحضر لانتخابات ديمقراطية. حيث قدم مثالا قضية” تنظيم السلط العمومية المؤقتة” و التي تم تداولها على مدار أسبوعين، متسائلا عن مصير القضايا الأخرى الحقيقية التي تعيشها البلاد” حسب تعبيره. في نفس السياق، تساءل الوزير مصطفي الفيلالي (وعضو أول مجلس تأسيسي بعد الاستقلال) من ناحية أخرى عن المنوال التنموي الذي سيتم إتباعه وعن الإمكانات والطاقات والقدرات السياسية لمجابهة التحديات.
أما و على المستوى الدولي فأفادت “ريجينا لا قونا” الصحفية والمحامية والناشطة الحقوقية الإسبانية بأن “هناك اهتماما بالمنطقة وبالشراكة، ولكن من دون أن نبني أوهاما كثيرة على ذلك، لأن أروبا منشغلة بأزمتها الداخلية، في المقابل توجد في أوروبا، متابعة لأسلمة السياسة وللدور المتنامي للدين و ذلك من منظور الخوف من انقلاب الأوضاع في شمال إفريقيا.
أما غسان النمر الجامعي والإعلامي الفلسطيني، فقد أكد أن القوى الكبرى مرتاحة أكثر من ذي قبل، بعد الثورات العربية وذلك لثقتها بأن الوضع في المنطقة وان أي نظام جديد سيحكم في اي بلد سيكون في حاجة إلى مساعدات من صندوق النقد الدولي .ومن ناحيته اعتبر أبو يعرب المرزوقي أن على العرب أن يثقوا في أن ثوراتهم التي انطلقت من الداخل بيد داخلية بالأساس وأكد أن عقلية المؤامرة ومحاولة تصعيد الصراعات الطائفية والقبلية انما هي آخر ورقات الأنظمة الشمولية.