شكل التدخل الأجنبي الفرنسي بالمنطقة، إعاقة حقيقية لديناميكيات التنمية الداخلية المستقلة، والمتمركزة على ذاتها. وهذه الإعاقة للتنمية تتعمم على مستوى النسق الاجتماعي ككل، وخاصة فيما يتعلق بنمط الإنتاج الاقتصادي والبنيات الاجتماعية وتنظيم المجتمع يعبران بكل بداهة عن مجتمع تابع ومندمج في منطق التوسع الامبريالي والتنمية الاستعمارية ” .هذه المنطلقات الأولية مرتبطة بالضرورة برصد وتفكيك الملامح الاقتصادية ما قبل راس مالية التي ميزت جهة القصرين، خاصة ودول شمال أفريقيا بشكل أعمّ من خلال فهمنا للواقع الاقتصادي المميز لجهة القصرين الذي يمثل التهريب عبر الحدود الجزائرية احدى اجنحته الموازية ،في مواجهة مصاعب مالية تتميز بقلة مؤسسات الإنتاج، وتفشي لوسائل عمل ريفية رعوية وتجذيرها بين الراعي كأداة إنتاج والقطيع كخلية عمل وإنتاج “هذه العلاقات شهدت تحولا جذريا نعبر عنه اقتصاديا تطور العلاقات، وتغير البنيات الاقتصادية المحلية المتجهة نحو الاندماج في اقتصاد السوق الراس مالية. إن البعد الاقتصادي يعتبر من أهم العوامل الأساسية المحددة للنظام الاجتماعي الثقافي التربوي” وربما يتأكد ذلك بمزيد التعمق في خاصيات الاقتصاد ما قبل الحضري المميز لجهة القصرين، والذي من أهم مقوماته ومرتكزاته: