أنشطة المنتدى

أول دراسة ميدانية حول مؤشر الكرامة الاجتماعية في تونس

يمكن من خلال النتائج الأولية رسم ملامح متقاربة لثلاث مجموعات من الولايات وفق ترتيب المؤشر، وهي:
• المجموعة الأولى والتي تضم الولايات الثلاث الأولى فيها وهي كل من توزر ونابل وبنزرت والمجموعة الوسطى التي ترمز الى المعدل الوطني والتي تضم قائمتها كل من ولاية تونس والمنستير وقابس، ثم المجموعة في نهاية السلم التراتبي وتضم على التوالي كل من باجة وسليانة والقيروان والكاف.
أولا: مؤشر الحاجات الأساسية
أما وفي مستوى الحصول على الحاجات الأساسية فلقد أجابت العينة على محددات حول مؤشرات فرعية ومنها:
• التغذية والصحة الأساسية
• التزود بالماء الصالح للشرب والكهرباء
• النقل العمومي
• الامن الشخصي
• النفاذ الى التعليم الأساسي
• الحصول على عمل “لائق
وعموما تتموقع الأجوبة ضمن معدل وطني للعلامة يقدر ب: 46.3 وهي من دون شك علامة دون المتوسط وهي تتراوح أيضا من 54 بولاية توزر، نظرا لمحدودية الكثافة السكانية من ناحية ولتماسك النسيج الاجتماعي، وولاية اريانة بعلامة 53 الى مستوى 34 الذي نجده في ولاية باجة و36 كعلامة لولاية سليانة. على ان الملاحظ في هذا الصدد، هو أن الرقم المفاجئ قد جاء من الفئات المستجوبة في هوامش ولاية سوسة، حيث لم تحصل هذه الولاية على أكثر من 40 . واعتبارا لتدني المعدل الوطني فان العديد من الولايات قد بدت دون هذا المعدل ومنها: تطاوين والقصرين والكاف وزغوان وحتى المنستير 42.
على أن الترتيب العام لا يلغى الاستثناءات، مثلا تتراجع العلامة الفرعية لولاية نابل، حيث تصل الى دون المتوسط الوطني، حيث تحتل ولايات تونس الكبرى الصدارة. كذلك فيما يتعلق بمؤشر خدمات النقل العمومي، حيث تتراجع علامة ولاية توزر الى 26- وولاية نابل الى 24 لتكون ولاية بن عروس هي الحاصلة على العلامة الأكبر في خدمات النقل العمومي 39.وولاية سيدي بوزيد على العلامة الأدنى 2,3
ثانيا: مؤشر العيش الكريم
نفس الملاحظات يمكن رصدها من خلال محور العيش الكريم le bien-être. فمن خلال النتائج الأولية يتبين بأن المعدل الوطني للعلامة هو في حدود 26.88 وهي علامة منخفضة الى حد كبير. يتضمن هذا المؤشر معلومات تتصل بـ:
• الخدمات الطبية المختصة،
• والخدمات البلدية في مجال رفع الفضلات
• والنقل الخاص
• واحترام الحقوق الفردية
• والنفاذ الى الانترنيت
• والتماسك الاجتماعي.
• ان الملاحظ في هذا الصدد هو أن مؤشر العيش الكريم، هو بلا منازع المؤشر الأضعف على الاطلاق. اذ توجد فوق مستوى المتوسط 7 ولايات لا أكثر وهي: نابل وتوزر وبنزرت وبن عروس والمهدية واريانة والمنستير، في حين تتموقع ضمن مستوى أدنى كل من: قابس وتونس وسوسة وصفاقس وقفصة ومدنين لينتهي الترتيب بولايات تطاوين وقبلي والكاف وسليانة والقيروان والقصرين.
• تؤكد النتائج بأن الانتفاع من طب الاختصاص هو الأضعف في ولاية بن عروس وقفصة وتطاوين .أما في مجال الخدمات البلدية لرفع النفايات ، فانه تبدو الأوضاع في ولايات قابس وزغوان ومدنين دون المستوى المتوسط (ما بين 26 و25 علامة)، في حين تبدو الاسوأ في كل من القيروان والكاف وسيدي بوزيد ( 9.62).على أن اللافت أنه وفيما يتعلق بحجم ومستوى التماسك الاجتماعي فانه يبدو المعدل الوطني هو الأضعف على الاطلاق. 19 علامة. ان الملاحظ هو أنه وعلى الرغم من العدد الهام من الجمعيات، الا أن معظم المصرحين يؤكدون وانطلاقا من التجربة بأنهم ليست لديهم مؤسسات تضامنية ولا تطوعية. في هذا الصدد تحتل المنستير المرتبة الدنيا بعلامة 10,83 في حين تحتل ولايات أريانة وسوسة وتطاوين وسيدي بوزيد المرتبة الأعلى بعلامة 93 .
ثالثا: مؤشر الفرص المتاحة :
ثالث المؤشرات يتعلق بالفرص المتاحة ويتضمن مؤشرات فرعية ومنها:
• فرص تحسين الامن والحماية الاجتماعية
• فرص تغيير الحياة المحلية من خلال خيارات التصويت
• السفر والترفيه والتنقل
• التسامح والاندماج
• النفاذ الى تربية متقدمة
• فرص الاستثمار وبعث المشاريع
تفيد الدراسة بان معدل العلامة الوطنية هو في حدود 43. وهي علامة تتجاوز الى حد كبير العلامة المخصصة للعيش الكريم. ويعني هذا بأنه ثمة ثقة ولو متوسطة في إمكانية الحصول على فرص في مجالات عديدة تتصل بتحسين ظروف العيش أو الاستثمار أو الحصول على مستوى تعليمي متقدم ومتطور في المستقبل القريب. ففي مستوى فرص التأمين والحماية الاجتماعية يتحدد المستوى الوطني بعلامة 36 وهي علامة ضعيفة تعكس مشاغل التونسيين والتونسيات إزاء مستقبل الصناديق الاجتماعية. ان الملاحظ في هذا الصدد هو أن الولايات ذات الكثافة الديمغرافية الضعيفة هي الولايات الأكثر ثقة في اتاحة فرص الاستفادة من صناديق التأمين والعكس غير صحيح، بمعنى ان الولايات الكبرى والتي تتواجد فيها اعداد كبيرة من المتقاعدين هي التي تتزايد فيها المخاوف ( سوسة ـ سيدي بوزيد – صفاقس …الخ :
أما عن فرص التأثير في القرار المحلي من خلال الانتخابات فنلاحظ بأن اقل الولايات تأكيدا على فرص التأثير هي ولايات تونس والكاف ونابل وصفاقس، وهي ولايات ذات كثافة سكانية عالية ويمكن أن تؤثر في مسارات انتخابية عديدة، خصوصا على المستوى المحلي.

2020-02-06T18:01:11+03:00