في إطار برنامج سافوار إيكو – Savoir Éco الذي تشرف عليه Expertise France، أنجز المنتدى للعلوم الاجتماعية التطبيقية (ASSF) دراسة بحثية – تطبيقية تهدف إلى تسليط الضوء على واقع البرباشة في تونس، أي النساء اللاتي يعملن في جمع الفضلات وإعادة تدويرها.
رغم أنهن يمثلن عنصرًا أساسيًا في دورة النفايات داخل المدن، فإن هؤلاء النساء يعانين من التهميش، ضعف الحماية الاجتماعية، ظروف عمل هشة، وعدم اعتراف مجتمعي يرافقه قدر من الوصم والاحتقار.
أهداف الدراسة
جاءت هذه المبادرة لمواجهة تحديين أساسيين:
-
تحدٍّ معرفي: فهم أعمق لهذه الفئة من حيث تركيبتها الاجتماعية، انتظاراتها، آمالها ومعاناتها.
-
تحدٍّ عملي: صياغة مقترحات وحلول عملية بالتعاون بين الباحثين والمجتمع المدني من أجل تحسين ظروف عيشهن وتعزيز إدماجهن في الدورة الاقتصادية الرسمية.
منهجية العمل
اعتمدت الدراسة على مقاربة مزدوجة:
-
استبيان مباشر مع 1200 شخص من العاملين والعاملات في جمع النفايات إضافة إلى مواطنين على علاقة بهن.
-
لقاءات تشاركية نظمت في المنيهلة (أريانة) وباب الخضراء (تونس العاصمة)، شاركت فيها 40 امرأة من فئات عمرية واجتماعية متنوعة.
هذه اللقاءات أمنت فضاءً آمنًا للتعبير، حيث طرحت المشاركات آرائهن حول ظروف عملهن، التحديات التي يواجهنها، وآفاق إدماجهن في الاقتصاد المنظم، مع ضمان أن التوصيات تعكس تطلعاتهن الفعلية.
النتائج والتطلعات
لا تقتصر هذه الدراسة على جمع المعطيات فقط، بل ترمي أيضًا إلى تمكين العاملات غير المرئيات وإعطائهن صوتًا مسموعًا في رسم السياسات العمومية ذات الصلة. وتُنتظر منها توصيات عملية تعزز إدماجهن الاقتصادي وتدعم مكانتهن الاجتماعية، في خطوة نحو الاعتراف بدورهن الحيوي في المجتمع التونسي.
خاتمة
من خلال هذه المبادرة، يسعى المنتدى للعلوم الاجتماعية التطبيقية إلى إعادة الاعتبار لـ البرباشة، باعتبارهن حارسات خضر يسهرن على حماية مدننا من التلوث ويحفظن التوازن البيئي. الاعتراف بهن وتمكينهن ليس مجرد مطلب اجتماعي، بل شرط أساسي لبناء مدن عادلة، أكثر تضامنًا واستدامة، حيث تتحول أصوات المهمّشات إلى قوة فاعلة في صياغة المستقبل.
…]